من ابرز ما يميز الاردني عن غيره من شعوب الارض"كشرته" لدرجة ان البعض اعتبر كشرة الاردني نوع من الهيبة" كشرتنا هيبتنا" ولهذه الكشرة يقولون عنه لشدة كشرته وعبوسها" لا يضحك للرغيف السُخن".
لا تستغربوا كشرة الاردني فهو يولد ويموت وينام ويصحو على وقع الضرائب والرسوم التي تتجاوز التسعين نوعا وربما اكثر والتي تكسر ظهره وتثقل كاهله" لا حول ولا قوة الا بالله"..فأقل عائلة اردنية لديها اربع او خمس افراد..تسكن بيتا بالايجار..لديها ابن او اثنان يدرسان في الجامعة في يحتاجان لمصاريف ورسوم جامعية لايكاد راتب الاب يكفي للوفاء بها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي ما عادت تُطاق" لك الله ايها الاردني"..لو ذهب الاردني لالتقاط صورة شخصية لمعاملة ما فهو يضطر لاعادتها عدة مرات حتى يتمكن من اصطناع ابتسامة تنتهي بانتهاء التقاط الصورة..
الاردني ينام مكشرا ويصحوا بكشرته.." لا تلوموه"..فاذا رايته يضحك فأيقن ان هناك امرا جللا قد حدث..في مصر يبدع اخوتنا المصريين في القاء النكات والنوادر الجميلة اتي تُلقي بك ارضا من شدة الضحك عليها وهذا مردُهُ للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في مصر ونكاتهم جاءت للخروج من تلك الحال...ولكن لُوحظ في الآونة الاخيرة ان الاردنيين رغم كشرتهم بدأو يتجهون بعض الشيء نحو الضحك والقاء النُكات وهنا تبدأ المشكلة لان الامر لدى المواطن" اعانه الله" اصبح لا يُطاق وان اتجاهه للنكات يعني ان ظروفه ازدادت سوءا في ظل ارتفاع الاسعار المتكرر رغم التخفيضات الوهمية التي تقول عنها الحكومة ورغم الزيادات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع على الرواتب لانها تذهب في معظمها للضرائب ولا يبقى منها شيئا ..
ربما لو كان المرحوم فريد الاطرش موجودا لغير اغنيته" يا ابو ضحكة جنان" الى " يا ابو كشرة جنان..مليانة آلام"..
وللخروج من اطار كشرتنا هيبتنا الى اطار الضحك والنكتة دعوني اقول لكم هذه النكتة" وأنا مكشّرة"..واصطنع ضحكة لعلكم تضحكون...
تقول النكتة" ان شابا تقدم لخطبة فتاه..فسأله والدها: انت معارض للحكومة والا موالي؟.. فرد الشاب: لا انا موالي..فقال الاب: ما شاء الله الامور تبشر بخير ان شاء الله..فسأله الشاب: ليش؟.. قال الاب: بما انك تحملت الحكومة كل هالمدة اكيد بتتحمل بنتي...